الأربعاء، 28 مارس 2012

حركة طالبان



نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.

الانتماء العرقي
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

الانتماء الفكري
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.

وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.

يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس. 

طالبان تخدر الشباب قبل إرسالهم لتنفيذ عمليات إنتحارية

غالبية الإنتحاريين هم تحت تأثير المخدرات"، هذا ما قاله برفيز خان، المحلل الكيميائي في قسم الطب الشرعي والسموم في كلية الطب في خيبر في بيشاور. "فهم يتعاطون الهيروين والأفيون والمنشطات وغيرها من المواد المخدرة قبل الانطلاق لتنفيذ مهماتهم"، على حد قوله.

وأضاف خان في حديث لموقع centralasiaonline.com "لقد فحصنا شاباً كان سيصبح انتحارياً وقُتل على يد أديزاي قومي لشكر والشرطة بالقرب من بيشاور في 12 آب/أغسطس الماضي، وتبيّن أن دمه يحتوي على كمية كبيرة من الهيروين الذي دخل جسمه بالحقن قبل دقائق قليلة".
وأوضح خان أن مسؤولين طبيين قاموا بفحص دم ثلاثة أشخاص كانوا يستعدون ليكونوا إنتحاريين، ووجدوا فيه هيروين وحشيشة ومنشطات وغيرها من المواد المخدّرة.
من جهته، قال عبد الله شاه، الطبيب النفسي في المجمع الطبي في حياة آباد، إنه يمكن الحصول على المخدرات بسهولة.
وأضاف "إن التخدّر على يد زعمائهم يمنحهم أيضاً الشجاعة وينشّطهم لدرجة أنهم لا يرتبكون بشأن كمية المتفجرات التي يثبتونها على أجسادهم. وتتسبب المنشّطات بالأرق، كما تمنحهم طاقة وقوة هائلة".

       طارق حياة (إلى اليسار)، مسؤول في الاستخبارات السياسية في إقليم خيبر، يعرض سلمان خان، وهو مراهق في الـ14 من العمر كان يستعد لأن يكون إنتحاري والذي اعتقل في ترخام في 12 حزيران/يونيو 2009. [أشفق يوسف زاي]
طارق حياة (إلى اليسار)، مسؤول في الاستخبارات السياسية في إقليم خيبر، يعرض سلمان خان، وهو مراهق في الـ14 من العمر كان يستعد لأن يكون إنتحاري والذي اعتقل في ترخام في 12 حزيران/يونيو 2009. [أشفق يوسف زاي]
بدوره، قال ضابط الشرطة ناصر خان إن معظم الانتحاريين يتصرفون بصورة غير طبيعية عند مشاهدتهم من قبل كاميرات المراقبة في قسم علوم الطب الشرعي التابع للشرطة.
وأضاف خان "تُعتبر الدوخة والأرق وتعاطي المخدرات من السمات المميزة لجميع الانتحاريين حسبما نراه في اللقطات المصورة التي نملكها. ومن دون المخدرات، ليس من الممكن لأي إنسان تنفيذ مهمة بهذا الحجم".

تحفيزات أخرى

وذكر مولانا زاهر الحق من (جماعة أمية مردان) إن منظمي الهجمات الانتحارية يستخدمون إلى جانب المخدرات تقنيات "غسيل الدماغ" وإغراءات جنسية لتجنيد الشباب.
وقال في حديث لموقع centralasiaonline.com "عمدت حركة طالبان إما إلى خطف الصبيان أو إلى تجنيدهم من بعض المدارس الدينية ووضعتهم في مدارس للتدريب على العمليات الانتحارية في مناطق قبلية حيث يخضعون لغسيل الدماغ بشكل مكثّف لدرجة أن الصبيان يصرّون على أن يتم إرسالهم في مهمة بأسرع وقت ممكن".
وأضاف أن الإرهابيين يقنعون هؤلاء بأنهم سيذهبون إلى الجنة حيث تكون العذارى بانتظارهم.
وذكر أيضاً أن "التدريب الذي يستمر لمدة حوالي أسبوعين يعلّم الصبيان الذين يسهل خداعهم أن قتل الجنود الموالين للغرب في الحكومة الباكستانية يشكل مهمتهم الأساسية. كذلك، يتعلّمون أدباً تصويرياً له طابع خاص ومكتوب بالأردوية والباشتو والفارسية تحقنهم ضد النظام".

ممارسات لا تمتّ للإسلام بصلة

من جهته، قال كاشف الإسلام، من قسم الإسلاميات في المدرسة الحكومية في بيشاور، إن "أي شخص يقتل شخصاً واحداً كأنه قتل البشر أجمعين، وسيلقى الجزاء اللازم في يوم الدين عند لقاء ربّه".
وأضاف "إن جميع علماء ورجال الدين والأئمة هم ضد العمليات الانتحارية ولكنهم لا يستطيعون إدانتها علناً خوفاً من عمليات انتقامية تنفذها طالبان ضدهم".
واعتبر الإسلام أن من يدعون أنهم مجاهدون يشوّهون صورة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى حب الأطفال. وإن ممارسات طالبان التي تستخدم الأطفال لقتل أبرياء تتعارض بشكل تام مع تعاليم الإسلام.
أما مولانا صدقة شاه من دار العلوم صحابية جارسده، فقال في حديث هاتفي "لا يهم إذا كان الانتحاريون تحت تأثير المخدرات أو كانوا ملقنين بالتفسير الخاطئ الذي كونّته طالبان عن الإسلام، فالجريمة التي يقترفونها لا تُغتفر".
وأضاف أن الأعمال الانتحارية والهجمات التي تطال البشر هي مدانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق