الأربعاء، 28 مارس 2012

الشيخ اليهودي و عدل علي عليه السلام






ارشاد القلوب : بالاسناد إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلت المسجد الاعظم بالكوفة فاذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية لا أعرفه ، مستندا إلى أسطوانة وهو يبكي .
ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : ياشيخ ما يبكيك ؟ فقال لي : أتى علي نيف ومائة سنة لم أر فيها عدلا ولا حقا ولا علما ظاهرا إلا ساعتين من ليل وساعتين من نهار ، وأنا أبكي لذلك ، فقلت : وما تلك الساعة والليلة و اليوم الذي رأيت فيه العدل ؟ قال : إني رجل من اليهود وكان لي ضيعة بناحية سوراء، وكان لنا جار في الضيعة من أهل الكوفة يقال له الحارث الاعور الهمداني وكان رجلا مصاب العين ، وكان لي صديقا وخليطا ، وإني دخلت الكوفة يوما من الايام ومعي طعام على أحمرة لي أريد بيعها بالكوفة ، فبينما أنا أسوق الاحمرة وقد صرت في مسبخة الكوفة وذلك بعد عشاء الآخرة ، فافتقدت حميري ، فكأن الارض ابتلعتها أو السماء تناولتها ، وكأن الجن اختطفتها ، وطلبتها يمينا وشمالا فلم أجدها ، فأتيت منزل الحارث الهمداني من ساعتي أشكو إليه ما أصابني ، وأخبرته بالخبر ، فقال : انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عليه السلام حتى نخبره ، فانطلقنا إليه فأخبره الخبر ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث : انصرف إلى منزلك وخلني واليهودي فأنا ضامن لحميره وطعامه حتى أردها له ، فمضى الحارث إلى منزله وأخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيدي حتى أتينا الموضع الذي افتقدت حميري وطعامي ، فحول وجهه عني وحرك شفتيه ولسانه بكلام لم أفهمه ، ثم رفع رأسه فسمعته يقول : والله ما على هذا بايعتموني يامعشر الجن ، وايم الله لئن لم تردوا على اليهودي حميره وطعامه لانقضن عهدكم ولاجاهدنكم في الله حق جهاده ، قال : فوالله مافرغ أمير المؤمنين عليه السلام من كلامه حتى رأيت حميري وطعامي بين يدي، ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : اختر يا يهودي إحدى خصلتين : إما أن تسوق حميرك وأحثها عليك أو أسوقها أنا وتحثها علي أنت ، قال : قلت : بل أسوقها وأنا أقوى على حثها وتقدم أنت ياأمير المؤمنين عليه السلام أمامها إلى الرحبة ، فقال : يا يهودي إن عليك بقية من الليل فاحفظ حميرك حتى تصبح وحط أنت عنها أو أحط أنا عنها وتحفظ أنت ، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا قوي على حطها وأنت على حفظها حتى يطلع الفجر ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : خلني وإياها ونم أنت حتى يطلع الفجر فلما طلع الفجر انتبهت ، فقال : قم قد طلع الفجر فاحفظ حميرك وليس عليك بأس ولا تغفل عنها حتى أعود إليك إن شاء الله تعالى .
ثم انطلق أمير المؤمنين عليه السلام فصلى بالناس الصبح ، فلما طلعت الشمس أتاني وقال : افتح برك على بركة الله تعالى وسعر طعامك ، ففعلت ، ثم قال : اختر مني خصلة من خصلتين : إما أن أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن أو تبيع أنت وأستوفي أنا لك الثمن ، فقلت : بل أبيع أنا وتستوفي أنت الثمن ، فقال : افعل ، فلما فرغت من بيعي سلم إلي الثمن وقال لي : لك حاجة ؟ فقلت : نعم أريد أدخل السوق في شراء حوائج ، قال : فانطلق حتى أعينك فإنك ذمي ، فلم يزل معي حتى فرغت من حوائجي ، ثم ودعني ، فقلت عند الفراغ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأشهد أنك عالم هذه الامة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله على الجن والانس ، فجزاك الله عن الاسلام خير الجزاء ، ثم انطلقت إلى ضيعتي فأقمت بها شهورا ونحو ذلك ، فاشتقت إلى رؤيته فقدمت وسألت عنه فقيل : قد قتل أمير المؤمنين عليه السلام فاسترجعت وصليت عليه صلاة كثيرة وقلت عند فراقي : ذهب العلم ، وكان أول عدل رأيته منه تلك الليلة وآخر عدل رأيته منه في ذلك اليوم ، فمالي لا أبكي ؟ وكان هذا من دلائله عليه السلام .

حركة طالبان



نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.

الانتماء العرقي
ينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.

الانتماء الفكري
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.

وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.

يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس. 

طالبان تخدر الشباب قبل إرسالهم لتنفيذ عمليات إنتحارية

غالبية الإنتحاريين هم تحت تأثير المخدرات"، هذا ما قاله برفيز خان، المحلل الكيميائي في قسم الطب الشرعي والسموم في كلية الطب في خيبر في بيشاور. "فهم يتعاطون الهيروين والأفيون والمنشطات وغيرها من المواد المخدرة قبل الانطلاق لتنفيذ مهماتهم"، على حد قوله.

وأضاف خان في حديث لموقع centralasiaonline.com "لقد فحصنا شاباً كان سيصبح انتحارياً وقُتل على يد أديزاي قومي لشكر والشرطة بالقرب من بيشاور في 12 آب/أغسطس الماضي، وتبيّن أن دمه يحتوي على كمية كبيرة من الهيروين الذي دخل جسمه بالحقن قبل دقائق قليلة".
وأوضح خان أن مسؤولين طبيين قاموا بفحص دم ثلاثة أشخاص كانوا يستعدون ليكونوا إنتحاريين، ووجدوا فيه هيروين وحشيشة ومنشطات وغيرها من المواد المخدّرة.
من جهته، قال عبد الله شاه، الطبيب النفسي في المجمع الطبي في حياة آباد، إنه يمكن الحصول على المخدرات بسهولة.
وأضاف "إن التخدّر على يد زعمائهم يمنحهم أيضاً الشجاعة وينشّطهم لدرجة أنهم لا يرتبكون بشأن كمية المتفجرات التي يثبتونها على أجسادهم. وتتسبب المنشّطات بالأرق، كما تمنحهم طاقة وقوة هائلة".

       طارق حياة (إلى اليسار)، مسؤول في الاستخبارات السياسية في إقليم خيبر، يعرض سلمان خان، وهو مراهق في الـ14 من العمر كان يستعد لأن يكون إنتحاري والذي اعتقل في ترخام في 12 حزيران/يونيو 2009. [أشفق يوسف زاي]
طارق حياة (إلى اليسار)، مسؤول في الاستخبارات السياسية في إقليم خيبر، يعرض سلمان خان، وهو مراهق في الـ14 من العمر كان يستعد لأن يكون إنتحاري والذي اعتقل في ترخام في 12 حزيران/يونيو 2009. [أشفق يوسف زاي]
بدوره، قال ضابط الشرطة ناصر خان إن معظم الانتحاريين يتصرفون بصورة غير طبيعية عند مشاهدتهم من قبل كاميرات المراقبة في قسم علوم الطب الشرعي التابع للشرطة.
وأضاف خان "تُعتبر الدوخة والأرق وتعاطي المخدرات من السمات المميزة لجميع الانتحاريين حسبما نراه في اللقطات المصورة التي نملكها. ومن دون المخدرات، ليس من الممكن لأي إنسان تنفيذ مهمة بهذا الحجم".

تحفيزات أخرى

وذكر مولانا زاهر الحق من (جماعة أمية مردان) إن منظمي الهجمات الانتحارية يستخدمون إلى جانب المخدرات تقنيات "غسيل الدماغ" وإغراءات جنسية لتجنيد الشباب.
وقال في حديث لموقع centralasiaonline.com "عمدت حركة طالبان إما إلى خطف الصبيان أو إلى تجنيدهم من بعض المدارس الدينية ووضعتهم في مدارس للتدريب على العمليات الانتحارية في مناطق قبلية حيث يخضعون لغسيل الدماغ بشكل مكثّف لدرجة أن الصبيان يصرّون على أن يتم إرسالهم في مهمة بأسرع وقت ممكن".
وأضاف أن الإرهابيين يقنعون هؤلاء بأنهم سيذهبون إلى الجنة حيث تكون العذارى بانتظارهم.
وذكر أيضاً أن "التدريب الذي يستمر لمدة حوالي أسبوعين يعلّم الصبيان الذين يسهل خداعهم أن قتل الجنود الموالين للغرب في الحكومة الباكستانية يشكل مهمتهم الأساسية. كذلك، يتعلّمون أدباً تصويرياً له طابع خاص ومكتوب بالأردوية والباشتو والفارسية تحقنهم ضد النظام".

ممارسات لا تمتّ للإسلام بصلة

من جهته، قال كاشف الإسلام، من قسم الإسلاميات في المدرسة الحكومية في بيشاور، إن "أي شخص يقتل شخصاً واحداً كأنه قتل البشر أجمعين، وسيلقى الجزاء اللازم في يوم الدين عند لقاء ربّه".
وأضاف "إن جميع علماء ورجال الدين والأئمة هم ضد العمليات الانتحارية ولكنهم لا يستطيعون إدانتها علناً خوفاً من عمليات انتقامية تنفذها طالبان ضدهم".
واعتبر الإسلام أن من يدعون أنهم مجاهدون يشوّهون صورة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى حب الأطفال. وإن ممارسات طالبان التي تستخدم الأطفال لقتل أبرياء تتعارض بشكل تام مع تعاليم الإسلام.
أما مولانا صدقة شاه من دار العلوم صحابية جارسده، فقال في حديث هاتفي "لا يهم إذا كان الانتحاريون تحت تأثير المخدرات أو كانوا ملقنين بالتفسير الخاطئ الذي كونّته طالبان عن الإسلام، فالجريمة التي يقترفونها لا تُغتفر".
وأضاف أن الأعمال الانتحارية والهجمات التي تطال البشر هي مدانة.