الأحد، 10 يونيو 2012

اليهود في اليمن

آخر يهود اليمن: طائفة تتلاشى





قال زعماء الطائفة اليهودية في اليمن إن عدد من تبقى من أفرادها في هذا البلد لا يتعدى 370، وإن هذا العدد يواصل تراجعه.
ونظمت إسرائيل ومؤسسات يهودية أمريكية في الآونة الأخيرة رحلات جوية لإجلاء يهود يمنيين، لأنهم حسبما يقولون، معرضون للخطر إذا ما ظلوا هناك.
ففي السنة الماضية لقي يمني يهودي حتفه عند عتبة بيته، بينما تلقى عدد آخر تهديدات.
أفراد من الطائفة اليهودية اليمنية
يتضاءل عدد اليهود في اليمن
كما اضطر الحاخام يوسف موسى سالم إلى مغادرة موطنه شمالي اليمن واللجوء إلى صنعاء.
وقال لبي بي سي متحدثا عن المتمردين الشيعة شمالي اليمن: "لقد أمهلونا سبعة أيام للمغادرة، وإلا قتلونا."
وأضاف قائلا: "لقد هدموا المنزل، سووه بالأرض. لم يتركوا لنا شيئا، لقد هربنا بما كنا نرتديه."
وعلى الرغم من عبراته يبدو الحاخام مصرا على البقاء للحفاظ على تقاليد يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

"عملية بساط الريح"

ويقول المؤرخ تيم ماكينتوش سميث: "إن تاريخ اليهود في اليمن يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد على أقرب تقدير".
ويضيف موضحا: " نعلم هذا لأن في تلك الحقبة تولى الملك يهودي يُدعى ذو نواس."
ويرى المؤرخ أن إنشاء إسرائيل ألحق ضربة قاصمة بالطائفة اليهودية في اليمن.
فبعد أعمال الشغب المناهضة لليهود في اليمن في أربعينيات القرن الماضي، رُحل عشرات الآلاف من اليهود اليمنيين، إلى إسرائيل عبر رحلات جوية دولية عرفت باسم " عملية بساط الريح".
ويبدو أن نفس الشيء يحصل في أيامنا هذه وإن على نطاق أضيق.
فقد تمكنت الجمعيات اليهودية الأمريكية من تجميع 750 ألف دولار من أجل إخراج اليهود اليمنيين من بلدهم، في إطار برنامج أطلقته وزارة الخارجية الأمريكية.
كما قامت إسرائيل بتسيير رحلات جوية. وتُقدر نسبة من غادر اليمن من اليهود 20 في المئة.

الباب المسدود

ولكن ليس كل اليهود اليمنيين يعتقدون أن هذه الأموال تُصرف كما ينبغي.
ويقول الحاخام يوسف جيش إن الأموال التي جُمعت في الولايات المتحدة ينبغي أن تنفق للحفاظ على الطائفة اليهودية داخل اليمن.
ويقول الحاخام: " إذا أرادوا أن يساعدوننا، فليفعلوا ذلك بإقامة المدارس، وبتغطية نفقات الزواج، وليس بالعمل على ترحيلنا."
كما أعرب عن رغبته في أن تتوقف الرحلات الجوية المجانية إلى الولايات المتحدة.
وقال: "لا أريد لليهود أن يغادروا البلد، واليهود لا يريدون المغادرة. إن هذه المساعدات تجرح مشاعرنا".
لكن منظمي الرحلات الجوية يعتقدون أنه آن الأوان لقبول ما لايمكن تجنبه.
ويقول يحيى يعيش رئيس اتحاد اليهود اليمنيين في أمريكا، إنه لا يرى أي مستقبل للطائفة اليهودية في اليمن.
ويضيف: "لقد صارت الأمور أكثر خطورة. إننا نعمل عن قرب معهم لمساعدة البقية الباقية، من الراغبين في المغادرة بطبيعة الحال/ على الرحيل إلى حيث يشاؤون."

تمييز عنصري

ومن بين من فضلوا المغادرة شوكت خاني،فقبل ثلاثة أشهر أخذ جميع أفراد عائلته بمن فيهم زوجته وتسعة أطفال، للاستقرار في نيويورك.
ويقول خاني: "كان ثمة جهلة، مسلمون يمارسون الميز العنصري. وقعت جرائم قتل. لم يكن الوضع آمنا لهذا قررنا الرحيل."
ويضيف قائلا: "إن حياة اليهود في اليمن صارت أصعب بكثير، فليس هناك من يرعى أطفالنا في المدارس، كما لم نعد نستطيع الحصول على اللحم وفقا لشرائعنا، كما نفتقر إلى من يسهر على زواجنا."
ويقول خاني إنه مسرور لوجوده في الولايات المتحدة: "هنا يهود، المدارس والمستشفيات متوفرة. باراك الرب في الولايات المتحدة."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق